1698
اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم، وأتوني بأنبجانية أبي جهم؛ فإنها ألهتني آنفا عن صلاتي
Take this garment of mine to Abu Jahm and bring me his plain garment, because this one has distracted me from my prayer
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى في خَمِيصَةٍ لها أعْلَام، فَنَظَر إلى أَعْلاَمِهَا نَظْرَةً، فلمَّا انْصَرف قال: «اذهبوا بِخَمِيصَتِي هذه إلى أبي جَهْم وَأْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّةِ أبي جَهْم؛ فإنها أَلْهَتْنِي آنِفًا عن صَلاتي»
وفي رواية: «كنت أنظر إلى عَلَمِها، وأنا في الصلاة؛ فأخاف أن تَفْتِنَنِي».
‘Ā'ishah (may Allah be pleased with her) reported that the Prophet (may Allah's peace and blessings be upon him) prayed wearing a striped garment and glanced at the stripes. When he had finished, he said: "Take this garment of mine to Abu Jahm and bring me his plain garment, because this one has distracted me from my prayer."
In another narration: "I was looking at the stripes while I was praying, so I fear that it will distract me."
صحيح - (
متفق عليه ).
Sahih/Authentic.
[Al-Bukhari and Muslim]
أهدى أبو جهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، خميصة فيها ألون وزخارف، وكان من مكارم أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه يقبل الهدية؛ جبراً لخاطر المهدي، فقبلها صلى الله عليه وسلم منه، وصلى بها، ولكونها ذات ألون وزخارف يتعلق بها النظر؛ ألْـهَتْه صلى الله عليه وسلم عن كامل الحضور في صلاته، فأمرهم أن يعيدوا هذه الخميصة المعلمة إلى المهدي وهو أبو جهم.
وحتى لا يكون في قلب أبي جهم شيء من رد الهدية؛ وليطمئن قلبه، أمرهم أن يأتوه بكساء أبي جهم، الذي لم يجعل فيه ألون وزخارف.
Abu Jahm had gifted the Prophet (may Allah's peace and blessings be upon him) an embellished colored garment. It was the Prophet's good manners to accept gifts in appreciation of the giver's thought. So he accepted the garment from Abu Jahm and prayed in it. As the garment was colored and embellished, it caught the Prophet's eye and distracted him from concentrating fully on his prayer. He therefore asked someone to return it to Abu Jahm and asked in return a plain garment with no color or embellishment, in order to reassure and not upset him through the return of his gift.
صحة الصلاة في ثَوب أو على بِساط مُزخرف بنقوش جميلة مع الكراهية؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- أتم صلاته في الخَمِيصة، ولم يقطعها.
فيه جواز لُبْس الملابِس المُعَلَّمة للرجال.
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يَلبس من أحسن اللباس إذا تيسر له ذلك، ولولا أن الأنْبِجانية أشْغَلته أو خَشي أن تُشْغِله عن صلاته ما ردَّها لأبي جَهم -رضي الله عنه-.
فيه استحباب قبول الهَدية؛ جبراً لقَلب المَهدي، وتودُّداً إليه.
فيه حُسن أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم-، حيث ردَّ عليه الكِسَاء المُعلم، وطلب الكِسَاء الذي ليس فيه أعْلَام؛ ليُعْلمه أنه غير مُترفع عن هَديته.
أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَعْرض له ما يَعْرض لغيره من البَشر من الخَواطر، إلاَّ أنَّها لا تتمكن منه، فهي خطرات بَسيطة ثم يعود إلى مُنَاجاة الله -تعالى-، والاتصال بِربِّه.
استحباب إزَالة كل ما يُشغل المُصلِّي، من ألوان وزَخَارف، وصيانة الصلاة عن كل ما يلهي المصلي، وهو إجماع.
كراهة زَخْرَفة المساجد وتَزويقها، وجعل الكتابات والنُّقوش فيها، مما يلُهي المُصلِّين، ويشغلهم عن تَدَبُّر صلاتهم، بِتتبع هذه النُّقوش والزَخَارف، وكذلك الصلاة على المفارش المَنْقُوشة المُزَخرفة.
الأفضل للمُصلِّي أن يقصد الأماكن التي لا يكون بها ما يُلهيه، أو يُشغله عن صلاته، وحضور قلبه فيها.
مشروعية الخُشوع في الصلاة، وفعل الأسباب الجَالِبَة له، والابتعاد عن كل ما يُشغل في الصلاة.
أنَّ الخواطر والوَسَاوس وانشغال القلب التي تَعْرِض للمصلِّي في صلاته لا تبطل صلاته، ولاريب أن الوسَاوس كُلما قَلَّت في الصلاة كان أكمل وأقرب إلى القَبُول.
أن للصور والأشياء الظاهرة تأثيرًا في القُلوب والنُّفوس الزِّكية، فضلا عمَّا دونها.
فيه أن مجرد الاشتغال عن صلاته بِنَظر إلى شيء أو فِكْر فيه، إذا لم يوجب له ذلك الشَّك في عدد الركعات، لا يسجد له للسهو.
فيه أنه لا بأس من ردِّ الهدية لسبب، ولكن مع بيان السبب لصاحبها؛ حتى لا يَقع في قَلبه شيء.
Details...
|