Hadeeth

Back to Index...

1547 لقد نهانا أن نستقبل القبلة لغائط، أو بول، أو أن نستنجي باليمين، أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار، أو أن نستنجي برجيع أو بعظم
He prohibited us from facing the Qiblah when defecating or urinating and from using the right hand, using less than three stones, and using dung and bones in Istinjā’

عن سلمان رضي الله عنه ، قال: قيل له: قد عَلَّمَكُمْ نَبِيُّكُم صلى الله عليه وسلم كل شيء حتى الخِرَاءَةَ، قال: فقال: أجَل «لقد نَهَانا أن نَستقبل القِبْلَة لِغَائِطٍ، أو بَول، أو أن نَسْتَنْجِيَ باليمين، أو أن نَسْتَنْجِيَ بِأَقَلَّ من ثلاثة أحْجَار، أو أن نَسْتَنْجِيَ بِرَجِيعٍ أَو بِعَظْمٍ».

Salmān (may Allah be pleased with him) reported that it was said to him: "Your Prophet taught you everything, even how to relieve yourself." Salmān replied: "Yes he did. He prohibited us from facing the Qiblah when defecating or urinating and from using the right hand, using less than three stones, and using dung and bones in Istinjā'."

صحيح - ( رواه مسلم ). Sahih/Authentic. [Muslim]

معنى الحديث: "عن سلمان، قال: قيل له: قد عَلَّمَكُمْ نَبِيُّكُم صلى الله عليه وسلم كل شيء حتى الخِرَاءَةَ" يعني: أن النبي صلى الله عليه وسلم علَّم أصحابه آداب قضاء الحاجة من أول ما يَدخل محل قضاء الحاجة إلى أن يخرج منه، ومن ذلك: استقبال القبلة واستدبارها حال قضاء الحاجة، والنهي عن الاستنجاء باليمين، وبالرَّجِيع والعَظام. "قال: أجَل: لقد نَهَانا أن نَستقبل القِبْلَة لِغَائِطٍ، أو بَول" يعني: نعم، نهانا النبي صلى الله عليه وسلم أن نستقبل القبلة حال التَّغَوط أو التَّبول، فما دام أنه يقضي حاجته ببول أو غائط، فإنه لا يستقبل القبلة ولا يستدبرها؛ لأنَّها قِبْلة المسلمين في صلاتهم وغيرها من العبادات، وهي أشرف الجهات، فلا بد من تكريمها وتعظيمها قال تعالى : (وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ) [الحج: 30]. "أو أن نَسْتَنْجِيَ باليَمِين" أيضا: مما نهاهم عنه الاستنجاء باليمين؛ لأن اليَد اليُمنى تستعمل في الأمور الطيبة المحترمة المحمودة، وأما الأمور التي فيها امتهان كإزالة الخارج من السَّبيلين، فإنه يكون باليَد اليُسرى لا اليَد اليُمنى. وفي الحديث الآخر: (ولا يَتَمَسح من الخلاء بيمنيه). "أو أن نَسْتَنْجِيَ بِأَقَلَّ من ثلاثة أحْجَار" أيضا: مما نهاهم عنه الاستنجاء بأقل من ثلاثة أحْجَار ولو حصل الإنقاء بأقل منها؛ لأن الغالب أن دون الثلاث لا يحصل بها الإنقاء، ويقيَّد هذا النَّهي إذا لم يَرد إتباع الحجارة الماء، أما إذا أراد إتباعها بالماء، فلا بأس من الاقتصار على أقلَّ من ثلاثة أحجار؛ لأنَّ القَصد هُنا هو تخفيف النَّجاسة عن المكان فقط، لا التطهُّرُ الكامل. "أو أن نَسْتَنْجِيَ بِرَجِيعٍ" أيضا: مما نهاهم عنه الاستنجاء بالرَّجيع؛ لأنه عَلف دَوَاب الجِن، كما جاء مصرحا به في صحيح مسلم أن وفداً من الجِن جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه الزاد فقال: (لكم كل عَظْم ذُكِر اسم الله عليه، يقع في أيديكم أوفَر ما يكون لحْمَا، وكل بَعَرة علف لِدَوابِّكم). "أَو بِعَظْمٍ" أيضا: مما نهاهم عنه الاستنجاء بالعظام؛ لأنها طعام الجن، للحديث السابق حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم). فإذا: السنة جاءت مبينة أن الحِكمة في ذلك عدم تقذيرها وإفسادها على من هي طعام لهم؛ لأنها إذا استعملت فيها النجاسة، فقد أفسد عليهم طعامهم.
Explanation of the Hadīth: Salmān reported that it was said to him: "Your Prophet taught you everything, even how to relieve yourself." This means that the Prophet (may Allah's peace and blessings be upon him) taught his Companions the etiquette of relieving oneself, starting from entering the lavatory until exiting. This includes facing and turning one's back to the direction of the Qiblah while relieving yourself as well as forbidding the use of the right hand and the use of dung or bones to clean one's private parts from impurities. Salmān replied: "Yes he did. He prohibited us from facing the Qiblah when defecating or urinating;" meaning: yes, the Prophet (may Allah's peace and blessings be upon him) forbade us from facing the prayer direction while defecating or urinating. Thus, as long as one is relieving himself, one should neither face nor turn his back to the prayer direction, because it is the direction of the Muslims during their prayer as well as other forms of worship, and it is the noblest of directions. So it must be honored and glorified, as He, the Exalted, says: {And whoever honors the sacred things of Allah, then that is better for him with his Lord,} [Sūrat al-Hajj: 30] "And from using the right hand;" meaning: in cleaning one's private parts from impurities, because the right hand is used in pure, respectful, and praiseworthy matters. Those things which are degrading – like removing excrement from the body – should be done with the left hand, not the right. In another Hadīth: "And not to wipe (impurity) with the right hand." "Or using less than three stones;" meaning: in Istinjā’, even if one became clean with less than that, because most probably cleanliness is not achieved with less than three. This prohibition is to be applied in case one will not follow up the stones with water. In case one will use water after the stones, then it is alright to use less than three stones because the aim here is only to lessen the filth from the place, not complete purification. "Or using dung;" meaning: in Istinjā’, because it is the fodder of the animals of the jinn, as is clearly mentioned in Sahīh Muslim; a delegation from the jinn came to the Prophet (may Allah's peace and blessings be upon him) asking him about provisions, and he replied: "You can have every bone upon which the name of Allah was mentioned, and by the time it falls in your hands, it will be covered with more flesh than it used to be, and the dung is fodder for your animals." "Or bones;" meaning: he also forbade them from using bones in Istinjā’ because it is the food of the jinn – as stated in the previous Hadīth – wherein the Messenger of Allah (may Allah's peace and blessings be upon him) said: "So do not use either of them in Istinjā’ because they are the food of your brethren." Therefore, the Sunnah came to clarify that the wisdom behind that is preventing their contamination and pollution for those who feed on them, because if they were used for something filthy, their food would not be fit for eating.

فيه بيان شمول الشريعة الإسلامية في كل ما يحتاج الناس إليه، في حياتهم اليومية من تعليمهم آداب الأكل والشرب واللباس وقضاء الحاجة تحقيقا؛ لقوله -تعالى-: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) [النحل:44] وقوله تعالى: (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء) [النحل:89]. تحريم استقبال القِبلة أثناء البول أو الغائط؛ لقوله: "نهانا" والأصل في النهي التحريم. جواز استقبال المَشَاعر المُحَرَّمة واستدبارها بالبول والغائط؛ لأن النهي مقيد بالقِبلة، ويخرج ما عداها. جواز استقبال الشمس والقمر أثناء قضاء الحاجة؛ لأن أهل المدينة إذا لم يستقبلوا القبلة فسوف يستقبلون الشَّرق أو الغَرب، وحينئذ يكونون مستقبلين: إما للشمس وإما للقمر. النَّهْيُ عن الاستنجاء، أو الاستجمار باليد اليمنى؛ تكريمًا لها. تَفضيل اليَد اليُمنى على اليُسرى؛ لأن اليَد اليُسرى تُستخدم لإزالة النَّجاسات والقَذَارات، واليُمنى لما عَدا ذلك. وجوب إزالة النجاسة بالماء أو الأحْجَار، سواء قَلَّت النجاسة أم كَثُرت. النَّهْي عن الاسْتِجْمَار بأقلَّ من ثلاثة أحَجار؛ لأن أقل من ثلاثة أحجار لا ينقي في الغالب. قد يفهم تعيين الأحجار لإزالة النجاسة، فلا يقوم غيرها مقامها من الأخشاب، أو الخِرق، أو المناديل، ونحو ذلك، لكن هذا الفهم غير مراد، فكل ما يحصل به المقصود من التَّطهر والإنْقَاء، فإنه يجزئ، وإنما نَص -صلى الله عليه وسلم- على الأحجار؛ لأنها الغَالب وما كان كذلك فلا مفهوم له. استحباب قطع الاستجمار على وتْر، فإذا حصل الإنقاء بأربع استحب أن يزيد خامسة وهكذا؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (من استجمر فليوتر). النَّهْيُ عن الاستجمار بالرجيع؛ لأنَّه: إمَّا نجس، وإِمَّا لأنَّه عَلَفُ دوابِّ الجنِّ. النَّهي عن الاستجمار بالعظم؛ سواء كانت العظام عظام ميتة أو عظام مُذَكَّاة؛ لأنه إذا كانت العظام من حيوانات مَيتة، فهي نَجِسة، والنَّجِس لا يمكن أن يُطهر به، وإن كانت من حيوانات مُذَكَّاة فهي طعام الجِنِّ، ولا يحل إفساد طعامهم. تحريم العُدوان على حقِّ الغير؛ لنهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الاستنجاء بالرَّجيع أو العَظم. فيه أن الجَن يأكلون ويشربون؛ لنهي -صلى الله عليه وسلم- عن الاستنجاء بالعظام؛ لأنه طعام إخواننا من الجِن.

Details...