Hadeeth

Back to Index...

256 إنما الصبر عند الصدمة الأولى
Indeed, patience is at the first shock

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: مرَّ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - بامرَأَة تَبكِي عِند قَبرٍ، فقال: «اتَّقِي الله واصْبِري» فقالت: إليك عَنِّي؛ فَإِنَّك لم تُصَب بِمُصِيبَتِي ولم تَعرِفه، فقِيل لها: إِنَّه النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - فأتت باب النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم تجد عنده بوَّابِين، فقالت: لم أَعرِفكَ، فقال: «إِنَّما الصَّبرُ عِند الصَّدمَةِ الأُولَى». وفي رواية: «تَبكِي على صبِّي لها».

Anas ibn Mālik (may Allah be pleased with him) reported: The Prophet (may Allah's peace and blessings be upon him) passed by a woman who was weeping beside a grave. He said to her: "Fear Allah and be patient." She said to him: "Leave me alone, for you have not been afflicted with a calamity like mine." She did not recognize him. She was later informed that he was the Prophet (may Allah's peace and blessings be upon him). So, she went to his house and there she did not find any doormen. Then she said to him: "I did not recognize you." He said: "Indeed, patience is at the first shock." According to another narration: "She was crying over a son of hers.”

صحيح - ( متفق عليه ). Sahih/Authentic. [Al-Bukhari and Muslim]

مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة وهي عند قبر صبي لها قد مات، وكانت تحبه حبًّا شديدًا، فلم تملك نفسها أن تخرج إلى قبره لتبكي عنده. فلما رآها النبي صلي الله عليه وسلم أمرها بتقوى الله والصبر. فقالت: ابعد عني فإنك لم تصب بمثل مصيبتي. ثم قيل لها: إن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فندمت وجاءت إلى رسول الله، إلى بابه، وليس على الباب بوابون يمنعون الناس من الدخول عليه. فأخبرته وقالت: إنني لم أعرفك، فأخبرها النبي صلى الله عليه وسلم، أن الصبر الذي يثاب عليه الإنسان هو أن يصبر عند أول ما تصيبه المصيبة.
The Prophet (may Allah's peace and blessings be upon him) passed by a woman at the grave of her son who had died. She used to love him dearly and could not keep herself from going out to his grave and crying there. When the Prophet (may Allah's peace and blessings be upon him) saw her, he commanded her to fear Allah and be patient. She said: "Leave me alone, for you have not been afflicted with a calamity like mine." Then, it was said to her that this man was the Messenger of Allah (may Allah's peace and blessings be upon him). So, she felt regret and went to the door of the Messenger of Allah (may Allah's peace and blessings be upon him) where there were no doormen to prevent people from entering. She said: "I did not recognize you." The Prophet (may Allah's peace and blessings be upon him) then informed her that true patience, which one is rewarded for, is what he shows at the first strike of a calamity.

من أُمِر بمعروف عليه أن يتقبله بقبول حسن ويخضع للحق ولو لم يعرف الآمر له، وذلك لأن الحق لا يعرف بالرجال وإنما يعرف الرجال بالحق، ولذلك كانت المرأة في موضع اللوم حقيقة؛ لأنها لم تستجب لموعظة رسول الله صلى الله عليه وسلم بادئ ذي بدء، حيث إنها لم تعرفه ولكنها عندما عرفته ذهبت لتستميحه العذر، فأخبرها أن صبرها الآن لا ينفعها. الترغيب في احتمال الأذى عند بذل النصيحة ونشر الموعظة، ولذلك احتمل الرسول صلى الله عليه وسلم تعنت المرأة وكلامها الذي يحمل التعنيف. على الحاكم ومن ولاه الله أمرا من أمور المسلمين أن يتفقد ما استرعاه الله عنه. عدم الصبر ينافي التقوى ثواب الصبر إنما يحصل عند مفاجأة المصيبة، بخلاف ما بعدها. حسن خلق النبي عليه الصلاة والسلام ودعوته إلى الحق وإلى الخير، فإنه لما رأى هذه المرأة تبكي عند القبر أمرها بتقوى الله والصبر.ولما قالت: "إليك عني" لم ينتقم لنفسه، ولم يضربها، ولم يُقِمها بالقوة؛ لأنَّه عرف أنَّه أصابها من الحزن ما لا تستطيع أن تملك نفسها، ولهذا خرجت من بيتها لتبكي عند هذا القبر الإنسان يعذر بالجهل، سواء أكان جهلا بالحكم الشرعي أم جهلاً بالحال، فإن هذه المرأة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: إليك عني، أي: ابعد عني، مع أنَّه يأمرها بالخير والتقوى والصبر. ولكنها لم تعرف أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلهذا عذرها النبيَّ عليه الصلاة والسلام. لا ينبغي للإنسان المسؤول عن حوائج المسلمين أن يجعل على بيته بوابًا يمنع الناس إذا كان الناس يحتاجون إليه الحديث دليل على: أنَّ البكاء عند القبر ينافي الصبر؛ ولهذا قال لها الرسول صلى الله عليه وسلم: "اتقي الله واصبري" تواضع النبي صلى الله عليه وسلم ورفقه بالجاهل. ملازمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. مسامحة المصاب وقبول اعتذاره، ولذلك انصرف عنها النبي صلى الله عليه وسلم عندما قالت له: إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي. المرء لا يؤجر على المصيبة؛ لأنها ليست من صنعه، وإنما يؤجر على حسن نيته وثباته، وجميل صبره، ورضاه بقضاء الله وقدره، ولذلك أمر رسول الله المرأة بتقوى الله والصبر.

Details...